صياد السمك
في زمنٍ غابر مضى واندثر
كان هناك صياد سمك يحمل كل يومٍ سنارته ويخرج من قريته إلى ضفة النهر ، حيث ينتظر بفارغ الصبر أن تعلق سمكة بالسنارة ، وبعد أن يصطاد ثلاث سمكاتٍ لا تزيد ولا تنقص عن هذا العدد يغادر النهر ويتابع طريقه ببطءٍ إلى كوخه حيث يعيش مع زوجته وابنه
وكان هذا الروتين العجيب مثار تعليقٍ من سكان القرية
وذات يومٍ وصل سائح غريب عن القرية وأخذ يمضي في استكشاف تلك القرية وما يحيط بها من أسرارٍ وغموض حتى قادته قدماه إلى ضفة النهر يوما
وبعد أن راقب الصياد لعدة أيام قرر التحدث إليه
السائح : اعذرني يا سيدي ، فأنا أراقب عملك في صيد السمك منذ عدة أيامٍ ورابني من أمرك قناعتك المتواضعة بصيدك الذي لا يقل ولا يزيد عن ثلاثة سمكاتٍ ، فما إن تصطاد ثلاث سمكاتٍ حتى تغادر المكان .
الصياد : ولماذا تريدني أن أنتظر هنا بعد ذلك ؟؟
السائح : من أجل مزيدٍ من السمك
الصياد : لكني أحتاج إلى ثلاث سمكاتٍ فقط ، واحدة لكلٍ منا نحن الثلاثة
السائح : ألم تفكر أبداً في محاولة اصطياد سمكٍ أكثر ؟؟
الصياد : ولم ؟؟
السائح : لبيعها كي تتمكن من شراء شباكٍ ومركب صيد
الصياد : ما الغاية منها ؟؟
السائح : حتى تستطيع أن تشتري منزلاً أكبر وربما مركباً آخر فيعمل عندك الناس
الصياد : ولماذا كل هذا ؟؟
السائح : حتى تقتني أشياءً أخرى وتغدو غنياً جدا وتفعل ما يحلو لك
الصياد : ما يحلو لي ؟؟
ولكن ما يحلو لي هو صيد السمك !!
القناعة كنز لا يفنى يا قوم