[img][/img]
القرقور والمسكر
هنا طريقة الصيد بالقرقور والمسكر.
تطور صيد السمك من السلة للقرقور
تشير بعض البحوث لاستخدام السلال في عملية صيد الأسماك منذ عصور
قبل الميلاد، بدأ استعمالها لاصطياد الأسماك من الحفر عوضا عن اليد، وقد تطورت الفكرة بصناعة فخٍ من تلك السلال وذلك بتغطيتها بقطعة قماش وإحداث ثقب فيه لكي يدخل منه السمك، ثم تطورت الفكرة وتم استخدام أدوات معدنية عوضا عن السلة فظهرت «الطاسة» و»المشخال» والتي مازالت تستخدم في البحرين من قبل بعض الهواة وإن كانت تستخدم في الماضي بشكل ملحوظ عندما كانت سروب الأسماك تسبح بالقرب من الشاطئ، فقد كان يوضع الطحين في المشخال ويغطى بقطعة قماش بها ثقب في الوسط ويوضع المشخال أثناء المد في المناطق الضحلة جدا، بعدها ترى سروب السمك تتسارع نحو فتحة «المشخال» حينها يسرع الصياد فيغلق الفتحة بيده ويرفع المشخال بسرعة، كانت من أسهل الطرق لاصطياد الأسماك الصغيرة وخاصة «الميد» التي تسبح في أسراب بالقرب من الشاطئ. وقد أبدع البعض في طريقة الصيد بالمشخال فمنهم من يربط المشخال بحبل يربط بآخره علبة بلاستيكية لتطفو على سطح الماء وقد عرف البعض هذه الطريقة باسم اللجايات. والبعض الآخر يربط حبلا في المشخال ليرمي به بعيدا ثم يجره إليه بالحبل. وقد تطورت فكرة السلة أو المشخال منذ عهدٍ قديمٍ حينما ابتكر الصياد فتحة ذكية لتحل محل قطعة القماش المثقوبة هي الفتحة التي سميت «الفچ» وهي فتحة على شكل قمع مخروطي تسمح بدخول الأسماك في جوف القرقور لكنها لا تستطيع الخروج منها وذلك إن فتحت القمع المخروطي الخارجية تكون كبيرة لكنها تصغر جدا في نهاية القمع، ومن الممكن لهذه الفتحة الأخيرة أن تتسع لتسمح للسمكة بالدخول للقرقور لكنها تغلق من جديد بعد مرور السمكة من خلالها مباشرة. هذا الاختراع أي «الفچ» جعل الصيادين يصنعون سلال ليس لها إلا هذه الفتحة السحرية وبذلك يسهل الصياد على نفسه فترة مراقبة دخول الأسماك للسلة وكذلك لا يضطر الصياد للركض ليطبق بيده على الفتحة. هذه السلة الجديدة ذات «الفچ» هي ما عرفت لاحقا بالقرقور. ويجب أن نلاحظ أن القرقور كان في القديم يصنع من (عسق) النخيل وهو عذق النخلة عندما يجرد من الرطب، كذلك يصنع من أجزاء من الأشجار الأخرى ذات الليونة والمتانة.
صناعة القراقير في الحاضر
يصنع من أسلاك تسمى محليا (أسيام) وهي تأتي على ثلاثة أنواع: من الحديد العادي غير المجلفن، أو من الحديد المجلفن وهو أكثر مقاومة لملوحة الماء، أو قد تستخدم أسلاك مصنوعة من الحديد الغير قابل للصدأ وهذا النوع الأخير مرتفع الثمن ويقل الإقبال عليه بسبب أن القراقير المصنعة منه يجب أن تغمرها في الماء فترة طويلة حتى تنمو على أسلاكها الطحالب التي تنجذب لها الأسماك.
ويتم غزل تلك الأسلاك على هيئة شبك له عيون إما مربعة الشكل أو سداسية ويتراوح أقطارها بين 2سم و2.5سم. ويصنع القرقور على شكل أجزاء تركب مع بعضها وهي ثلالثة أجزاء: القبة وهي جسم القرقور الذي يشبه القبة، وقاعدة دائرية الشكل، و الجزء الأخير هو «الفچ».
وتصنع القراقير بأحجام مختلفة، ويسمى القرقور الصغير حيزة أما الكبير فيسمى دابوي. وأصغر حجم للقرقور يبلغ قطر قاعدته قرابة المتر وارتفاعه حوالي 60سم وهذا النوع يستخدم بالقرب من الشاطئ أو داخل الحضرة، أما القرقور المتوسط الحجم فيصل طول قطر قاعدته لمترين وربع المتر تقريبا وارتفاعه في حدود المتر ونصف المتر ويستخدم في المناطق القليلة العمق. أما النوع الكبير فيصل قطر قاعدته نحو ثلاثة أمتارٍ أو أكثر وهو يستخدم في المناطق العميقة (الغبّة). وللقرقور فتحتان الأولى هي «الفچ» والفتحة الثانية تسمى «تفره» وهي عبارة عن باب صغير مقفل يفتح فقط عند إخراج الصيد من القرقور، أو لوضع الطعم المستخدم لصيد الأسماك من حشائش بحرية أو خبز.
والقرقور لا يمكن وضعه هكذا في البحر فلابد من وضع إضافات متممة ليكتمل إذ إن القرقور سريع الانطواء بسبب التيارات المائية بل إنه قابل للسحب أو أن التيارات تجرفه بعيدا عن موقعه ولذلك يتم وضع دعاماتٍ وأثقالٍ معينةٍ. أما الأثقال فهي عبارة عن حجارة قد تكون ثلاثة أو أربعة توضع في أطراف القرقور من الداخل. أما الدعامات فكان يستخدم في السابق جريد النخل أو الخطرات (سيقان البامبو) التي توضع متعامدة أسفل قاعدة القرقور وعادة ما تستخدم أربع خطراتٍ، وقد استبدلت لاحقا بأنابيب معدنية.
تعمير القراقير
قبل إنزال القراقير للماء يتم تعميرها أي وضع الطعم بها وهو غذاء لجلب الأسماك. وهناك ثلاثة أنواع من الطعوم هي الطحالب البحرية والتمر بالطحين والخبز.
1 – الطحالب البحرية
وتعتبر الطحالب البحرية أشهر تلك الطعوم وتسمى بصورة عامة الحشيش أما إذا أردنا التخصيص فقد ذكر الناصري في كتابه من تراث شعب البحرين أكثر من عشرين نوعا منها ولها مسميات تدل على وصفها مثل صويف وأعلوب وفتايل وفاريفة ووريق وغيرها كثير، ويتم الحصول عليها من المناطق الساحلية للبحر حيث يتم جمعها بكميات كبيرة، وتعرف عملية جمعها بالحشاش. وأثناء عملية الحشاش يتم جمع الحشائش وفي نفس الوقت يتم جمع التربة التي بأسفله وهي الطبقة العليا من التربة التي يميل لونها للبني الفاتح وكذلك جزء من الطبقة التي بأسفلها ويميل لونها للرمادي القاتم أو الأسود بسبب وجود كبريتيد الهيدروجين، وقبل أن يجمع الخليط في أكياس كبيرة يتم دقها بحجر. وفي الغالب لا يوضع الحشيش لوحده في القرقور بل يضاف معه خليط من لحم سرطانات البحر (القباقب) حيث يزال الغطاء الظهري لسرطان البحر ويدق جسمه ثم يخلط مع الطحالب.
وقد كانت أنواع الطحالب البحرية أو الحشيش تتوافر بكثرة على العديد من الشواطئ كالدير وقلالي وجزيرة سترة وجزيرة النبيه صالح وشواطئ خليج توبلي.
2 – التمر والطحين
استخدم الطحين منذ القدم كطعم للأسماك الصغيرة حيث كان يوضع في المشخال أو السلة كما أسلفنا. ولكن هناك طعم آخر عبارة عن خليط من التمر الجاف الذي نزعت منه النوى (الطعام) وعجينة من طحين القمح. ويشكل هذا الطعم بطريقة معينة بحيث تكون العجينة على شكل كرة بداخلها التمر، وتوجد بالكرة بعض الفتحات التي تظهر أجزاء من التمر بداخل العجينة، ويستخدم هذا النوع من الطعم لصيد الصافي والجنم بصورة أساسية. وهناك من يستخدم العجينة فقط دون وضع التمر بها.
3 – الخبز
استخدمت قطع من الخبز كطعم للأسماك ليس في القراقير فقط وإنما حتى في الحداق، وقد حدث تطور في استخدام الخبز كطعم ففي البحرين ولنأخذ قرية الدير مثلا حيث وثّق أحمد الباقر طريقة التعمير هذه حيث تحدث عن حداثة هذه الطريقة حيث «لم تكن أرغفة الخبز مستخدمة لتعمير القراقير كطُعمٍ للأسماك قبل بداية الثمانينيات في قرية الديــر وخاصة لصيد أسماك «الصافي»، فقد لجأ بحارة قرية الديــر باستخدام أرغفة الخبز في الصيد مع نهاية السبعينيات و بداية الثمانينيات فقد كانوا في البداية يتفقون مع مخابز القرية لتزويدهم بالكميات المطلوبة من أرغفة الخبز، ثم استعانوا بالشباب للقيام بهذه المهمة بالقرب من البحر وقد كانوا يصنعون موقدا بسيطا أو «تنورا» يضعون فيه عجين الخبز وعندما يصبح الخبز أسمرا يقومون بتجفيفه حتى يصبح صلبا ومتماسكا حتى لا ينفذ بسهولة من فتحات القراقير أما الآن فإن البحارة ما زالوا يستخدمون رغيف الخبز كذلك، ولكنهم خصصوا أماكن خاصة وعمالا معينين لتجهيزه بعد أن زاد اعتمادهم على هذه الطريقة الجديدة نسبيا لتعمير القراقير».
الحواجز المدية
ويقصد بها تلك الحواجز التي تبنى في منطقة المد والجزر وتعتمد على عملية المد التي تجلب الأسماك معها فتحبس في تلك الحواجز أثناء عملية الجزر. هذه الحواجز إما أن تبنى من الحجارة فتسمى «مسكر» أو أن تبنى من السعف أوجريد النخل وتسمى «حضرة».
المساكر ومفردها مسكر وهي حواجز من الحجارة الجيرية تشيد في المناطق القريبة من الشاطئ بين حدي المد والجزر تصف على شكل نصف دائرةٍ بارتفاع نخو 50سم لتحجز خلفها مساحة من المنطقة الشاطئية المعرضة للمد والجزر، وأثناء ارتفاع المياه في المد تسبح الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى إلى داخل هذه الحواجز وسرعان ما تنحصر داخلها عند انحسار المياه اثناء الجزر حيث لا تجد طريقا للهروب حتى يأتي الصيادون للإمساك بها بشباكهم أو بحرابهم، وأحيانا كانت تمتد هذه المساكر عدة كيلومترات بمحاذاة الشاطئ. وقد عُثر على سواحل الإمارات العربية على عدة مساكر قديمة جدا مهجورة يعتقد أنها تعود للقرن الحادي عشر الميلادي. وفي البحرين عُثر على بقايا لجدران مغمورةٍ تحت الماء بعيدة عن الشاطئ وقد زعم البعض أنها بقايا لقرى بائدةٍ غمرها الماء مدّعمين قولهم بما ذكره محمد علي التاجر في كتابه عقد اللآلئ عن عدد من القرى التي غمرها الماء، إلا أن أحدا لم يرجح أن تكون تلك الجدران بقايا لأنماط من المساكر القديمة التي كانت تقام على الشاطئ عندما كانت مياه الخليج أقل من مستواها الطبيعي الآن؛ يجعل جزءا كبيرا من شاطئ البحرين المغمور حاليا مكشوفا فتكون تلك الجدران بمحاذاة شاطئ البحرين القديم.
القرقور والمسكر
هنا طريقة الصيد بالقرقور والمسكر.
تطور صيد السمك من السلة للقرقور
تشير بعض البحوث لاستخدام السلال في عملية صيد الأسماك منذ عصور
قبل الميلاد، بدأ استعمالها لاصطياد الأسماك من الحفر عوضا عن اليد، وقد تطورت الفكرة بصناعة فخٍ من تلك السلال وذلك بتغطيتها بقطعة قماش وإحداث ثقب فيه لكي يدخل منه السمك، ثم تطورت الفكرة وتم استخدام أدوات معدنية عوضا عن السلة فظهرت «الطاسة» و»المشخال» والتي مازالت تستخدم في البحرين من قبل بعض الهواة وإن كانت تستخدم في الماضي بشكل ملحوظ عندما كانت سروب الأسماك تسبح بالقرب من الشاطئ، فقد كان يوضع الطحين في المشخال ويغطى بقطعة قماش بها ثقب في الوسط ويوضع المشخال أثناء المد في المناطق الضحلة جدا، بعدها ترى سروب السمك تتسارع نحو فتحة «المشخال» حينها يسرع الصياد فيغلق الفتحة بيده ويرفع المشخال بسرعة، كانت من أسهل الطرق لاصطياد الأسماك الصغيرة وخاصة «الميد» التي تسبح في أسراب بالقرب من الشاطئ. وقد أبدع البعض في طريقة الصيد بالمشخال فمنهم من يربط المشخال بحبل يربط بآخره علبة بلاستيكية لتطفو على سطح الماء وقد عرف البعض هذه الطريقة باسم اللجايات. والبعض الآخر يربط حبلا في المشخال ليرمي به بعيدا ثم يجره إليه بالحبل. وقد تطورت فكرة السلة أو المشخال منذ عهدٍ قديمٍ حينما ابتكر الصياد فتحة ذكية لتحل محل قطعة القماش المثقوبة هي الفتحة التي سميت «الفچ» وهي فتحة على شكل قمع مخروطي تسمح بدخول الأسماك في جوف القرقور لكنها لا تستطيع الخروج منها وذلك إن فتحت القمع المخروطي الخارجية تكون كبيرة لكنها تصغر جدا في نهاية القمع، ومن الممكن لهذه الفتحة الأخيرة أن تتسع لتسمح للسمكة بالدخول للقرقور لكنها تغلق من جديد بعد مرور السمكة من خلالها مباشرة. هذا الاختراع أي «الفچ» جعل الصيادين يصنعون سلال ليس لها إلا هذه الفتحة السحرية وبذلك يسهل الصياد على نفسه فترة مراقبة دخول الأسماك للسلة وكذلك لا يضطر الصياد للركض ليطبق بيده على الفتحة. هذه السلة الجديدة ذات «الفچ» هي ما عرفت لاحقا بالقرقور. ويجب أن نلاحظ أن القرقور كان في القديم يصنع من (عسق) النخيل وهو عذق النخلة عندما يجرد من الرطب، كذلك يصنع من أجزاء من الأشجار الأخرى ذات الليونة والمتانة.
صناعة القراقير في الحاضر
يصنع من أسلاك تسمى محليا (أسيام) وهي تأتي على ثلاثة أنواع: من الحديد العادي غير المجلفن، أو من الحديد المجلفن وهو أكثر مقاومة لملوحة الماء، أو قد تستخدم أسلاك مصنوعة من الحديد الغير قابل للصدأ وهذا النوع الأخير مرتفع الثمن ويقل الإقبال عليه بسبب أن القراقير المصنعة منه يجب أن تغمرها في الماء فترة طويلة حتى تنمو على أسلاكها الطحالب التي تنجذب لها الأسماك.
ويتم غزل تلك الأسلاك على هيئة شبك له عيون إما مربعة الشكل أو سداسية ويتراوح أقطارها بين 2سم و2.5سم. ويصنع القرقور على شكل أجزاء تركب مع بعضها وهي ثلالثة أجزاء: القبة وهي جسم القرقور الذي يشبه القبة، وقاعدة دائرية الشكل، و الجزء الأخير هو «الفچ».
وتصنع القراقير بأحجام مختلفة، ويسمى القرقور الصغير حيزة أما الكبير فيسمى دابوي. وأصغر حجم للقرقور يبلغ قطر قاعدته قرابة المتر وارتفاعه حوالي 60سم وهذا النوع يستخدم بالقرب من الشاطئ أو داخل الحضرة، أما القرقور المتوسط الحجم فيصل طول قطر قاعدته لمترين وربع المتر تقريبا وارتفاعه في حدود المتر ونصف المتر ويستخدم في المناطق القليلة العمق. أما النوع الكبير فيصل قطر قاعدته نحو ثلاثة أمتارٍ أو أكثر وهو يستخدم في المناطق العميقة (الغبّة). وللقرقور فتحتان الأولى هي «الفچ» والفتحة الثانية تسمى «تفره» وهي عبارة عن باب صغير مقفل يفتح فقط عند إخراج الصيد من القرقور، أو لوضع الطعم المستخدم لصيد الأسماك من حشائش بحرية أو خبز.
والقرقور لا يمكن وضعه هكذا في البحر فلابد من وضع إضافات متممة ليكتمل إذ إن القرقور سريع الانطواء بسبب التيارات المائية بل إنه قابل للسحب أو أن التيارات تجرفه بعيدا عن موقعه ولذلك يتم وضع دعاماتٍ وأثقالٍ معينةٍ. أما الأثقال فهي عبارة عن حجارة قد تكون ثلاثة أو أربعة توضع في أطراف القرقور من الداخل. أما الدعامات فكان يستخدم في السابق جريد النخل أو الخطرات (سيقان البامبو) التي توضع متعامدة أسفل قاعدة القرقور وعادة ما تستخدم أربع خطراتٍ، وقد استبدلت لاحقا بأنابيب معدنية.
تعمير القراقير
قبل إنزال القراقير للماء يتم تعميرها أي وضع الطعم بها وهو غذاء لجلب الأسماك. وهناك ثلاثة أنواع من الطعوم هي الطحالب البحرية والتمر بالطحين والخبز.
1 – الطحالب البحرية
وتعتبر الطحالب البحرية أشهر تلك الطعوم وتسمى بصورة عامة الحشيش أما إذا أردنا التخصيص فقد ذكر الناصري في كتابه من تراث شعب البحرين أكثر من عشرين نوعا منها ولها مسميات تدل على وصفها مثل صويف وأعلوب وفتايل وفاريفة ووريق وغيرها كثير، ويتم الحصول عليها من المناطق الساحلية للبحر حيث يتم جمعها بكميات كبيرة، وتعرف عملية جمعها بالحشاش. وأثناء عملية الحشاش يتم جمع الحشائش وفي نفس الوقت يتم جمع التربة التي بأسفله وهي الطبقة العليا من التربة التي يميل لونها للبني الفاتح وكذلك جزء من الطبقة التي بأسفلها ويميل لونها للرمادي القاتم أو الأسود بسبب وجود كبريتيد الهيدروجين، وقبل أن يجمع الخليط في أكياس كبيرة يتم دقها بحجر. وفي الغالب لا يوضع الحشيش لوحده في القرقور بل يضاف معه خليط من لحم سرطانات البحر (القباقب) حيث يزال الغطاء الظهري لسرطان البحر ويدق جسمه ثم يخلط مع الطحالب.
وقد كانت أنواع الطحالب البحرية أو الحشيش تتوافر بكثرة على العديد من الشواطئ كالدير وقلالي وجزيرة سترة وجزيرة النبيه صالح وشواطئ خليج توبلي.
2 – التمر والطحين
استخدم الطحين منذ القدم كطعم للأسماك الصغيرة حيث كان يوضع في المشخال أو السلة كما أسلفنا. ولكن هناك طعم آخر عبارة عن خليط من التمر الجاف الذي نزعت منه النوى (الطعام) وعجينة من طحين القمح. ويشكل هذا الطعم بطريقة معينة بحيث تكون العجينة على شكل كرة بداخلها التمر، وتوجد بالكرة بعض الفتحات التي تظهر أجزاء من التمر بداخل العجينة، ويستخدم هذا النوع من الطعم لصيد الصافي والجنم بصورة أساسية. وهناك من يستخدم العجينة فقط دون وضع التمر بها.
3 – الخبز
استخدمت قطع من الخبز كطعم للأسماك ليس في القراقير فقط وإنما حتى في الحداق، وقد حدث تطور في استخدام الخبز كطعم ففي البحرين ولنأخذ قرية الدير مثلا حيث وثّق أحمد الباقر طريقة التعمير هذه حيث تحدث عن حداثة هذه الطريقة حيث «لم تكن أرغفة الخبز مستخدمة لتعمير القراقير كطُعمٍ للأسماك قبل بداية الثمانينيات في قرية الديــر وخاصة لصيد أسماك «الصافي»، فقد لجأ بحارة قرية الديــر باستخدام أرغفة الخبز في الصيد مع نهاية السبعينيات و بداية الثمانينيات فقد كانوا في البداية يتفقون مع مخابز القرية لتزويدهم بالكميات المطلوبة من أرغفة الخبز، ثم استعانوا بالشباب للقيام بهذه المهمة بالقرب من البحر وقد كانوا يصنعون موقدا بسيطا أو «تنورا» يضعون فيه عجين الخبز وعندما يصبح الخبز أسمرا يقومون بتجفيفه حتى يصبح صلبا ومتماسكا حتى لا ينفذ بسهولة من فتحات القراقير أما الآن فإن البحارة ما زالوا يستخدمون رغيف الخبز كذلك، ولكنهم خصصوا أماكن خاصة وعمالا معينين لتجهيزه بعد أن زاد اعتمادهم على هذه الطريقة الجديدة نسبيا لتعمير القراقير».
الحواجز المدية
ويقصد بها تلك الحواجز التي تبنى في منطقة المد والجزر وتعتمد على عملية المد التي تجلب الأسماك معها فتحبس في تلك الحواجز أثناء عملية الجزر. هذه الحواجز إما أن تبنى من الحجارة فتسمى «مسكر» أو أن تبنى من السعف أوجريد النخل وتسمى «حضرة».
المساكر ومفردها مسكر وهي حواجز من الحجارة الجيرية تشيد في المناطق القريبة من الشاطئ بين حدي المد والجزر تصف على شكل نصف دائرةٍ بارتفاع نخو 50سم لتحجز خلفها مساحة من المنطقة الشاطئية المعرضة للمد والجزر، وأثناء ارتفاع المياه في المد تسبح الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى إلى داخل هذه الحواجز وسرعان ما تنحصر داخلها عند انحسار المياه اثناء الجزر حيث لا تجد طريقا للهروب حتى يأتي الصيادون للإمساك بها بشباكهم أو بحرابهم، وأحيانا كانت تمتد هذه المساكر عدة كيلومترات بمحاذاة الشاطئ. وقد عُثر على سواحل الإمارات العربية على عدة مساكر قديمة جدا مهجورة يعتقد أنها تعود للقرن الحادي عشر الميلادي. وفي البحرين عُثر على بقايا لجدران مغمورةٍ تحت الماء بعيدة عن الشاطئ وقد زعم البعض أنها بقايا لقرى بائدةٍ غمرها الماء مدّعمين قولهم بما ذكره محمد علي التاجر في كتابه عقد اللآلئ عن عدد من القرى التي غمرها الماء، إلا أن أحدا لم يرجح أن تكون تلك الجدران بقايا لأنماط من المساكر القديمة التي كانت تقام على الشاطئ عندما كانت مياه الخليج أقل من مستواها الطبيعي الآن؛ يجعل جزءا كبيرا من شاطئ البحرين المغمور حاليا مكشوفا فتكون تلك الجدران بمحاذاة شاطئ البحرين القديم.
بقلم: حسين محمد حسين